الثلاثاء، جوان 02، 2009

حملة الحكومة ضد التدخين...حملة الكذب و النفاق


كل متابع لوسائل الاعلام الحكومية هذه الايام يلاحظ الحملة الكبيرة التي تقوم بها السلطات ضد التدخين؛ هناك تأكيد على أن التدخين مضر بالصحة؛ بل الامر يتعدى الى أكثر من ذلك؛ فالتدخين متهم بقتل الآلاف في العالم سنويا ؛ هذا ما نسمعه و ما نراه في تلفزتنا ق7 و جميع الاذاعات الحكومية؛ رافق هذه الحملة سن قوانين تمنع التدخين في الاماكن العمومية؛ بما فيها المقاهي و الحانات و الملاهي و غيرها؛ و سيتم تغريم كل مخالف ماليا. كل هذا يعطي انطباعا جيداعلى حكومتنا العزيزة. لكن هذا الانطباع سرعان ما يتلاشى عندما تعلم أن هذا المجرم الذي يروّج هذه البضاعة الخطيرة في تونس هو نفس الجهاز الذي يسن القوانين لمنع استهلاكها.الحومة تبيع من جهة و تجيش وسائلها الاعلامية و التشريعية لمحاربة هذه الظاهرة من جهة أخرى. يعني ببساطة مجرم يعترف بجرمه و يسن قوانين تعاقب كل من يتعاطى ما يروّج له. هل هذا معقول؟؟؟ هل سمعتم يوما أن اباطرة السلاح في امريكا يسنون قوانين تمنع بيع السلاح و استعماله؟؟؟ هل سمعتم يوما عن تجار مخدرات يعاقبون من يتعاطها؟؟؟ اذا كانت حكومتنا العزيزة حفظها الله تخاف على صحة مواطنيها؛ فلماذا لا تمتنع عن الاتجار بالتبغ؟؟ لانه من غير الأخلاقي أن تروج الحكومة سلعة؛ لا بل و تحتكر سوقها؛ و هي تعلم انها مضرة و غير صحية؛ كما تحاول أن تخبر مواطنيها بذلك في هذه الحملة؛ لماذا لا تتخلى الحكومة عن هذه التجارة اللاأخلاقية و تتركها للخواص و الرأسمالية التي لا تهتم الا بالربح؟؟؟ بل ان الخواص في العالم كله استجابوا الى دعوة تكبير حجم التحذير من خطورة التدخين المكتوب على علبة السجائر؛ بينما امتنعت حكومتنا عن ذلك خشية انخفاض مبيعاتها؛ اما كان الأجدر بهذه الحكومة ان تبدأ بنفسها و تكون مثالا صالحا لمواطنيها؟؟؟ فحكومتنا الغالية تفرق بين الصحي و المضر؛ و يهمهاعلى ما يبدو صحة مواطنيها.
هناك قضايا رفعت في الخارج ضد شركات التبغ وصلت الى حد اتهامها بالقتل؛ فاذا اردنا ان نرفع قضية في تونس فضد من نرفعها؟؟؟ ضد الحكومة؟؟؟ القاتل في تونس هو الحكومة؛ و لانه الحكومة فانه يختلف عن غيره من القتلة؛ فهذا المجرم شريف جدا؛ شريف حتى النخاع؛ يبيعك السم؛ و لكن ضميره يؤنبه؛ فيسن القوانين لمنع استهلاكه في الاماكن العمومية؛ و كل مخالف مطالب بدفع غرامة مالية؛ وهكذا يربح هذا المجرم الشريف مرتين؛ مرة عند البيع؛ و مرة عند الاستهلاك؛ فكل شيء مربح في تونس.
لذا أعزائي المواطنين و المواطنات؛ فاننا نعلمكم أن كل ما تشاهدونه في قنواتنا التلفزية من ومضات تحسيسية عن مخاطر التدخين؛ هي في الواقع ومضات اشهارية لسلعة جديدة ستقوم نفس الحكومة التي تحتكر تجارة التبغ بترويجها؛ هذه السلعة تتمثل في غرامات مالية ب25 دينارا سيدفعها كل مدخن مخالف للقانون؛ وشعار هذه الحملة الخفي هو غرامة لكل مدخن.
ان أكثر شيء مقرف في هذه العملية هو تواصل مسلسل "الكذب الماسط" الذي يستبله عقول الناس و يعاملهم على انهم متخلفون ذهنيا؛ هذا الخطاب أصبح ظاهرة في تونس؛ وهو مؤشر خطير يدل على عدم الاهتمام بردة فعل المواطن؛ شعارهم في ذلك؛ قل ما تشاء فسيصدقك الجميع؛ وان لم يصدقوك؛ ليس هناك مشكل؛ "يخروا فيه"؛ تكاد لا تخلوا أي حملة في تونس من تحضير لزيادات في الأسعار او التمهيد لضرائب جديدة.
لذا فمن الطبيعي أن يكون شعار جميع التونسيين المدخنين منهم و الغير المدخنين موش كيما الشعار متاع الحملة؛ "طفيه قبل ما يطفيك"؛ لكن شعارنا هو "احرق قبل ما يحرقوك"؛

هناك 7 تعليقات:

عياش مالمرسى يقول...

Absolument vrai!

Ashistic يقول...

بون انا مدخن إلى حد التدخن.. اما موافقك 100%،

لا يمكن قول عن الحملات الحكومية على اي شيء سواء : ما ثـمـاش قـطـوس يـصـطـاد لـربـي

عامل بمقهى يقول...

الغريب انو حتى مساحات خاصة بالمدخنين مش موجودة يعني تطبيقوا في مقاهي عمومية
مجحف وتعسفي اكهو واحد يتكيف فوق سطح دارهم ز.... كل مرة متالعين قانون
حتى دراسة بسيطة ما يخسروهاش عليه هكاكة نبيعلك ونخطيك

mouaten يقول...

مانيس باش نبرئ الحكومة اما في رأيي حاجة باهية خلي لعباد تتلهى في حاجة أخرى بخلاف القهاوي، شي يعمل العار كل 20 ميترو قهوة!

Adem Salhi يقول...

@مواطن
والله ماظاهرلي كان القانون هذا باش ينقص من القهاوي مادام البطالة قاعدة تزيد؛ او البطّالة هذهم آهوكم مخدرين في القهوة؛ كان قصو عليهم القهوة او الدخان الله أعلم آش باش ايصير

غير معرف يقول...

Pourtant ce même Etat tunisien vient d'accorder une carte de commerçant étrangère si difficile à obtenir (haute Commission et blabla du décret loi 61-14) à .... un bureau d'assistance technique dans le domaine de l'industrie du tabac

غير معرف يقول...

super article !