الخميس، مارس 12، 2009

القرضاوي في بلاد المقروض....زوبعة في فنجان





سأبدأ حديثي عن زيارة القرضاوي باستشهاد من مدونة فردة او لقات أختها قال صاحب المدونة انها مقتبسة من وكالة فرانس براس للانباء التي ذكرت بدورها ان العديد من العلمانيين في تونس "ممتعضون من سياسة تكرم وتحتفي برمز من رموز الفكر السلفي المتزمت عرف بتهجماته على بلادنا وبالخصوص على المكاسب التي تحققت لنساء تونس".
قامت الدنيا و لم تقعد ؛ القرضاوي في تونس؛ لماذا ؟؟ التهمة هذا الرجل يحمل أفكارا سلفية ثم أنه تهجم على تونس في أكثر من مرة كما يدعي البعض؛ بل هناك من يدعي أنه قال انه يجب اعادة فتح تونس؛ هذه المقولة السخيفة التي أشك في صدقيتها لأنها نسبت لأكثر من شخص؛ مرة لعلي بلحاج و مرة لراشد الغنوشي و أخيرا للقرضاوي ؛ و القائمة قابلة للتوسيع؛ لذا أرجو أن يقدم لنا أصحاب هذا الادعاء نصا منشورا أو فيديو أو أي شيء يثبت تهجم القرضاوي على تونس و الا فلا داعي لكل هذا اللغط.
نعم سمعت القرضاوي مرة في قناة الجزيرة ينتقد منع الحكومة التونسية لارتداء الحجاب؛ و لكن هل هذا سبب كاف لمنع الرجل من زيارة البلاد؟؟؟ ثم هذه الانتقادات وجهت لتونس من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ هل نقاطع كل العالم الإسلامي؟؟؟ كما أريد أن ألفت انتباه بعض العلمانيين هنا أن غالبية الشعب التونسي لا يكف عن انتقاد منع الحكومة لمنع الحجاب؛ بل أن هناك الكثير من غير المتدينين من يعتبر الحجاب حرية شخصية و من غير المعقول فرض قانون لمنعه. ماذا نفعل مع هؤلاء؟؟ نقاطعهم أيضا أو نرمي بهم في البحر لأنهم مجموعة من المتخلفين السلفيين؟؟؟
لماذا لم أسمع عن عريضة تطالب بطرد السفير الأمريكي أو للتنديد بزيارات الشخصيات الامركية رغم جرائم الحرب التي ارتكبتها أمريكا في حق شعوب العالم؟؟ لماذا لم يقع التنديد بزيارة ساركوزي الذي رفض الاعتذار عن جرائم الاستعمار التي ارتكبتها فرنسا في شمال إفريقيا؟؟؟ لا بل و لازالت تونس تحتفل بهذه الجرائم بتسمية أحد أهم شوارع العاصمة باسم مجرم الحرب شارل دي قول الذي لم يتوارى عن قتل و تعذيب الملايين من الجزائريين؟؟ اين هم علمانيونا من كل هذا؟ لا أدري؟؟ و لماذا لا نطالب بطرد السفير الصيني نظرا للملف الاسود للصين في حقوق الإنسان؟؟؟؟ و القائمة طويلة الى ان نتخلص من العالم باسره و تبقى تونس لوحدها رائدة الإصلاح و الحرية.
ربما لأن العلمانيين في انكلترا و فرنسا نجحوا في منع القرضاوي من زيارة بلدانهم؛ لذا كان من الواجب 'الأخلاقي' على بعض العلمانيين في تونس أن يظهروا للعالم أنهم ليسوا أقل علمانية من الانكليز و الفرنسيين.
ثم هل فعلا هذه أول مرة يزور فيها القرضاوي تونس؟؟ ربما يكون ذلك صحيحا من الناحية الفيزيائية؛ بمعنى القرضاوي بلحمه و شحمه. إن القرضاوي يزور تونس و يدخل بيوتها التي ترحب به ضيفا عزيزا مرة في الأسبوع على الأقل من خلال قناة الجزيرة. لديه ملايين من المتابعين و المعجبين بفكره و آراءه. بينما أين هم العلمانيون؟؟؟ لا حياة لمن تنادي؟؟ هل هم ناشطون فعلا في المجتمع التونسي؟ هل يسعون حقا إلى التواصل مع شعبهم ؟؟ هل نجحوا في إيجاد الطرق الناجعة للتغلغل داخل فكر المجتمع التونسي بحيث يكون هناك صدى للفكر العلماني في هذه البلاد. طبعا كثيرا ما تسمع هذه الأجوبة السهلة و الجاهزة؛ هناك تضييق على عملنا؛ لا يسمح لنا بكذا و كذا؛ بل هناك الكثير منهم من لديه اعتقاد راسخ بأن هذا المجتمع متخلف و غير قابل للتغيير و فهم قيم مثل العلمانية و الديمقراطية. هناك غياب واضح لاستراتجيات العمل و التعبئة. كما انه غالبا ما يتم ربط اللائكية فقط بسياسة الحكم و جهاز الدولة في غياب تام للعمل الاجتماعي الذي لا يكون بالضرورة ذات صبغة سياسية؛ في مجتمع يعلمون جيدا انه مجتمع متدين لا يمكن أن تكون له دولة لائكية في غياب ابسط ثوابت المجتمع المدني في حياة و فكر هذا المجتمع.
إن مقاومة الفكر السلفي لا تتم بمنع رموزه من زيارة البلاد أو الاحتجاج عليها بطرق لن يسمع بها غالبية الشعب التونسي؛ و إن سمع بها فانه لن يكترث لها و لن تؤثر فيه؛ إن مقاومة الفكر السلفي تبدأ بنجاح العلمانيين في دخول كل بيت تونسي كما يفعل الآن من يسمونهم السلفيين؛ إن المقاومة تبدأ بتنوير أفكار الشباب و إقناعهم بالفكر العلماني و مبادئ الحرية لتكون الحرية هي مثله الأعلى ؛ لا ما يروج له الدعاة الجدد من تخاريف أصبحت ناموسا في عقول شبابنا. لماذا يستمع الشباب إليهم و لا يستمع إليكم؟؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه؟ كيف يمكن أن نؤسس لبروباقندا مضادة لهذا الفكر السلفي؟ لا أعتقد أن لمثل هذه التحركات وقع كبير؛ و أتحدث هنا عن الداخل التونسي؛ لأننا تعودنا احتفال الغرب بكل ما يتماشى مع فكره أو ربما سياساته.


هناك 5 تعليقات:

Adem Salhi يقول...

قمت بالاستشهاد من مدونة فردة او لقات أختها لاني لم أتفطن الى رابط فرانس براس الا لاحقا؛ و هذا المقال ليس ردا على صديقنا سفيان.

غير معرف يقول...

ما هذا الهذيان يا شيخ ؟ ماذا تريد بالضبط ؟ ألهذه الدرجة أقلقتك مبادرة عدد من المناضلين والمناضلات الديمقراطيين واللائكيين بالتعبير (عبر عريضة هي بصدد الامضاء وقد أمضى عليها بعد أكثر من 100شخصا في أقل من 24 ساعة) عنل امتعاضهم : 1- من تعامل السلطة مع رموز الفكر السلفي مثل القرضاوي من منطلق "ترويضهم" و"آحتوائهم" بصفة ليست فقط انتهازية بل هي خطيرة على مكاسب بلادنا وعلى مستقبلنا-2 من سياسة الحصار والقمع والمنع وغلق المنافذ التي تسلكها السلطة تجاه الفكر التقدمي و اللائكي المحروم حتى من حق الاحتفاء بيوم 8 مارس في قاعة عمومية ، ومن أية امكانية للتعبير عن هذا التوجه عبر وسائل الاعلام الحكومية..ألى متى ستواصل السلطة اللعب بالنار..الفكر السلفي الظلامي يكتسح بيوتنا وصحفنا وتلفزاتناوتلفزات النفط القروسطية ، وفي المقابل ترى السلطة غير عابءة بهذا الخطر بل أنها تجاريه وأحيانا تشجعه ، فلا هي تتحمل مسؤولياتها التاريخية لمواجهة هده الكارثة ،ولا هي تترك ذلك للمثقفين والمثقفات والمناضلين والمناضلات المتمسكين بالحداثة وبالمكاسب والذين يرفضون ان يكتسح الفكر الظلامي شيئا فشيئا مجتمعنا فيفرض على الجميع الاستبداد الديني المقيت..لأا نريد لبلادنا أن تخرج من الاستبداد الدستوري اللاديني (لا ديني في حدود معينة فقط)لتنتقل الى نطام استبداد ديني ظلامي و شمولي )..هل هذا يقلقك يا شيخ ؟ لو تتطلع على عدد من الاسماء الممضية على العريضة المذكورة، ل "حشمت على نفسك" من بعض ما ورد في نصك من تحامل وشتم ..والله ل"حشمت على نفسك" ...

Tarek طارق يقول...

آدم تساؤلات في مكانها.. و بالضبط كل المسائل إلي طرحتها من حكاية "الفتح" هذية (بدون مصادر) إلى توصيفو بـ"السلفي المتزمت" (وقتلي هو يتعرض لهجومات روتينية من السلفية الوهابية السعودية على أساس أنو "عصراني") إلي "مقاومة السلفية" بعرائض وكالات الأنباء... كلها مسائل تعكس حالة الاستعداد التلقائي في بلادنا للحشد السياسوي

Sofiene Chourabi يقول...

آدم الصالحي

صديقي العزيز شكرا على توضيخك
طبعا أحترم رايك الذي تأسس على براهين وحجج منطقية في جزء كبير منها وهو ما يعطي لموقفك، الذي أختلف معه بطبيعة الحال، قوة هامة.
انا لا أرى مانعا صراحة في قدوم القرضاوي أو غيره الى بلادنا، فحقك في التنقلالحر هو حق مشروع. لكن تحفظي الكبير على استقباله من طرف الأجهزة الرسمية بينما تغلق تلك الأجهزة الأبواب أما مثقفينا التقدميين وتمنعم من النشاظ المستقل.

Adem Salhi يقول...

@ سفيان
أخي العزيز؛ متى كان هذا النظام عقلانيا؟؟ متى احترم عقولنا؟؟ انه يتلون حسب الظروف
@ طارق
أعتقد انه لن ينجح العلمانيون في أي شيء اذا اقتصر نشاطهم على سب و الاحتجاج.
@ مجهول
شكرا على لقب الشيخ هههه
نعم أقلقتني لاني أراها بدون جدوى او أي تأثير في الداخل التونسي الذي بدأ يسيطر عليه الفكر السلفي و انا أوافقك في هذا؛ و أعتقد انه حان الوقت للتفكير في طرق انجع.
هل كان هناك شتم في نصي؟؟؟؟ لا لم أقرأ أسماء الممضين على هذا الانجاز العظيم لاني لا تهمني الاشخاص و لكني اناقش الفكرة.