موجة التدين تضر بأطباء النساء بتونس

يبدو ان ظاهرة التحجب لدى التونسيات و التدين عند الرجال و الشباب في تونس كان له تأثير سلبي على أطباء النساء الذكور( جيناقولوق)؛ حيث فقد العديد منهم عددا كبيرا من مرضاهم نتيجة تحجبهن او رفض الاخوة او الزوج ان تزور المرأة طبيبا ذكرا بدعوى ان ذلك فيه تعري للمرأة امام رجل غريب؟؟؟ في مقابل ذلك اصبح هناك اقبال كبير على الطبيبات؛ حيث اصبحت عياداتهن تعج بالنساء المحجبات و عادة ما يكون المشهد مرفوقا بلحية اواثنين ؛ تحس في هذه العيادات كأنك في أفغانستان او السعودية؛ الخطير قي هذا الأمر هو الايدولوجيا التي يحاول المتدينون الجدد بثها في المجتمع؛ حيث اصبحت المرأة التي تعالج عند طبيب ذكر تجد حرجا في ذكر ذلك بل و تلاقي استهجانا حتى من طرف الكثير من النسوة؛ المواقف الاكثر اعتدالا تقول بأنه ليس هناك من داع لزيارة طبيب مادامت هناك طبيبة؟؟؟ كما ان الكثير من الرجال لم يعد بامكانهم حنى مجرد الاشارة الى ان زوجته تزور طبيبا ذكرا خوفا من ردة فعل "الفحول" المتأسلمين الجدد. يبدو ان المجتمع التونسي اصبح يدور في دائرة مفرغة لم يعد يفرق فيها بين المنطق و اللامنطق؛ نعلم جميعا اننا كنا نتقدم ببطىء شديد وهو ما جعلنا لا نستطيع مواكبة تطور الدول المتقدمة؛ لكن يبدو اننا قد مللنا من التقدم البطيء و فضلنا عليه التأخر السريع و الرجوع الى الخلف بسرعة مذهلة؛ محطمين كل مابنيناه من قيم و اسس لمشروع مجتمع متقدم كان على الأقل حلما لكنه تحول الى كابوس
يمكنك الادلاء برأيك بالمشاركة في التصويت يسار الصفحة